مولدِ الهادي مُحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)
للشاعرة ندى الرفاعي
بمولدِ أحمدٍ سعِد الوجودُ وأورقت الأزاهرُ والورودُ
بيومٍ بالغِ الأفضالِ، ذكرى علينـا بالمآثـرِ إذ تعـودُ
رعاك اللهُ يا أزكى زمانٍ أطلَّ بـه على الدنيا وليـدُ
أهلَّ مع النسائمِ عابقاتٍ وأقبل نورُهُ الحاني الودودُ
فأشرقَ فجرُ آمالِ البرايا وحلَّ الخيرُ والعدلُ الرشيدُ
أتيتَ مباركاً يا خير بشرى بها ضاءت على الدُنيا السُعودُ
فحقَّ لنا التغنّي والتهاني وأُطلقت المواعِظُ والنشيدُ
نعطِّرُ سمعَنا بكريمِ ذِكـرٍ ونقرأُ سيـرةً عنها نـذودُ
بمولدِ مَن له أزكى المزايا ومـن بمجيئه للناسِ عيـدُ
رسولٌ باركَ الدنيا سناهُ خُطاهُ اليُمنُ والمسعى السديدُ
ورحمة خالقٍ مولى تعالى إلـهِ العالمينَ لـهُ السُجودُ
وقد هزَّ البروزُ مقامَ كِسرى وصار كمركبٍ بهِمُ يميدُ
ولِدتَ مطهّراً عَطِراً زكيّاً كريم النفسِ يرعاكَ الحميدُ
حليمةُ أرضَعَتكَ لِبانَ حُنوٍ فدَرَّ الخيرُ واخضرَّ الصعيدُ
جمعتَ مكارمَ الأخلاقِ طُرّاً شمائل شخصِكَ الحُسنُ الفريدُ
تظلِّلُكَ الغمامةُ في مسيرٍ وترعاكَ العنايةُ إذ تقودُ
صدوق القولِ والأفعالِ غيثٌ وشيمتك الأمانةُ لا تحيدُ
تعهّدكَ الإلهُ بعينِ عطفٍ تكفّلَ حفظك الصّمدُ الرشيدُ
أعَدَّكَ ربّنا لتمامِ أمرٍ وختمِ رسالةٍ فيها الخلودُ
كشفتَ لهم ضلالاتٍ توالتْ وكان الكُفْرُ في الدنيا يسودُ
حِراءُ حوَتكَ والوحيُ المُرَجّى فأُودعَ في الدُنى دينٌ جديدُ
خديجةُ نسمةُ الأطيابِ زوجٌ كأنّ حنانَها الغُصنُ النضيدُ
تدثِّرُ بالغِطاءِ الروعَ حتّى تثبّتُ ما أتاكَ به المُعيدُ
فأنتَ الحامدُ المحمودُ طه وقد أغناكَ مولاكَ المجيدُ
بُعِثتَ مُعلِّماً للناسِ جمعاً بقرآنٍ إلى الحُسنى يقودُ
جلالُ مكانةٍ وكمالُ شأنٍ جمالُ حقيقةٍ فيها الصُعودُ
عليٌّ في الفراشَ فداكَ لمّا تأذّن خالقٌ ، أمراً يريدُ
أبو بكرٍ رفيقكَ عند غارٍ وثالثُ جمعِكم ربٌّ شهيدُ
فهاجرتم لطيبةَ دارَ أمنٍ ببيعةِ أهلِها سبقتْ جهودُ
وأُرسيَ موطئٌ لعظيمِ آيٍ تُعَزُّ به المبادئُ والعهودُ
وجاء الفتحُ للإسلامِ نصراً بمكّةَ بعدما الليلُ الجَحودُ
وعُدتُم للمدينةِ حيثُ قامت لدينِ اللهِ أركانٌ تسـودُ
وصار لدولةِ الإسلامِ شأنٌ وعمَّ النورُ وانهلّت وفودُ
وسيِّرت الجيوشُ مع السرايا لنشرِ فضائلٍ أبداً تسودُ
فيا لرسالةٍ حملت بياناً ويا لمسيرةٍ خيراً تعودُ
***************
أبا الزهراءِ يا خيرَ البرايا ويا كنزَ العطيّةِ إذ تجودُ
بمدحك سيدي نلنا العطايا بمدحك سيدي طاب القصيدُ
شفاعتكم لنا يا خيرَ داعٍ ونلقاكمْ وقد طاب الوُرودُ
وصلّى اللهُ في الأكوانِ جمّا دواماً ما تتابعت العُقـودُ
على قمرٍ أنارَ لنا الدياجي و شعَّ سماحةً ، يُمناهُ جودُ
وآلٍ قدرُهُم عالٍ كريمٌ بجنّةِ ربّهم لهُمُ الخلودُ